قد من الله عليّ بعمرة في رمضان شهر الخير والبركات والرحمة والغفران، صاحبني فيها زميل عمل لم يسبق له أن اعتمر قط أو حتى رأى مكة أو المدينة فكان مبهورا بكل ما هنالك يسأل عن كل شيء - تذكرة لكل غافل قادر على الحج والعمرة أن يغتنم شبابه قبل هرمه وصحته قبل سقمه وغناه قبل فقره -. وبفضل الله سبحانه كان ذلك في أوائل الشهر فلم نلق زحاما أو مشقة أعاد الله هذه الأيّام علينا ورزق المسلمين جميعا الاعتمار والحج.
كنا قد احتجنا لنذهب للصيدلية لنشتري دواء ما وكان ذلك بعد صلاة التراويح، فدلفنا إلى صيدلية في طريق سكنانا وأخذنا ما نريد منها وعندما هممنا بدفع الحساب سألنا الصيدلي أن يعطينا حقيبة نضع فيها ما اشترينا، فقال أن ادفع ثمنها أولا!!!
فقلنا: وما ثمنها؟
فقال: أن تصليا على النبي عشر مرات.
اللـــــــه، لقد سرت في جسدي قشعريرة وبهت صديقي، فلك أن تتخيل إن كان ذلك الصيدلي يفعل ذلك مع كل من يدخل إليه فكم من الأجور هي في ميزانه، ثم إن فعل ذلك كل بائع مسلم كم من الود والخير سينشر بل كم منهم من يود الرجوع إليه؟
عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» [صحيح مسلم].
وليكن لسان حالنا الدعوة إلى الله في كل حال وكل زمان ومكان، عملا بقول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: الآية 104].
وأخيراً: اجعل من نيتك دائماً، فعل الصالحات، واجتناب المحرمات، فإن في عقد النية على فعل الخير ثواب وأجر.
أخي المسلم: إنّ أبواب الخير كثيرة، وليس ذلك إحصاءً لها، وإنّما هو تنبيه على بعضها، والموفق من جعل يومه من أيّام سعادته، فسعى فيه إلى ادخار خير ذخر من الطاعات، والباقيات الصالحات..
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:55].
أسأل الله أن يجعل جميع المسلمين مفاتيح للخير مغاليق للشر.
فادي محمد ياسين