╗◄youness►╔ عضو اداري
................عدد المساهمات............. : 915 ................نقاط التمييز................ : 20873 ....................السٌّمعَة.................... : 6 ......................العمر...................... : 30 الموقع : www.like.ahladalil.com
| موضوع: الطفـــل الــذي كــان منبــــوذاً بيـــوم مـــن الأيـــام السبت 14 يناير 2012, 20:41 | |
| أن الحياة مليئة بالقصص والأحداث التي أن تأملنا فيها لوجدنا فيها الحكمة والأعتبار .
والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب ولا بالشكل عن المضمون . يجب ألا نتسرع في أصدار الأحكام وأن
نصبر حول ما نرى خاصة أذا كان الذي أمامنا نفسا" أنسانية ذو مشاعر وأحاسيس وأهواء وأفكار.
أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرأها من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والأصدقاء والصديقات ....
حين وقفت السيدة أمل المعلمة للصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة وألقت على مسامع التلاميذ
كلمة أول يوم وحثتهم على المثابرة والجد في دراستهم وبعدها قالت لهم : أنني أحبكم جميعا" . هكذا كما يفعل
جميع المعلمين والمعلمات . لكنها كانت تستثني في نفسها تلميذا" يجلس في الصف الأمامي ويدعى (( أدهم )) كانت تكرهه
ولقد راقبت السيدة أمل الطفل أدهم خلال العام السابق ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال وأن ملابسه دائما"
متسخة وأنه دائما" يحتاج الى تنظيف وأنه مهمل .. بالأضافة الى أنه يبدو شخصا"غير سعيد وتغلب صفة الحزن على وجهه ..
رغم كل هذا الأمر كانت السيدة أمل تجد المتعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط وتضع عليها
علامات x وبعد ذلك تكتب عبارة (( راسب )) في أعلى الورقة ..
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة أمل كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل
تلميذ فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بأدهم في النهاية وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما !!!!!!
لقد كتب معلمه في الصف الأول ما يلي :( أدهم طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة .. أنه يؤدي عمله بعناية
وأهتمام وبطريقة منظمة .. كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق )) ...
وكتب معلمه في الصف الثاني : (( أدهم تلميذ ذكي ومحبوب لدى زملائه في الصف ولكنه منزعج وقلق
بسبب أصابة والدته بمرض عضال مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب )) ..
وكتب معلمه في الصف الثالث : (( لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه ..... لقد حاول الأجتهاد وبذل أقصى
ما يملك من جهود ولكن والده لم يكن مهتما" وأن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه أن لم تتخذ بعض الأجراءات )) ...
وكتب معلمه في الصف الرابع : (( أدهم تلميذ منطوي على نفسه ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة
وليس لديه الكثير من الأصدقاء وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس )) ....
وهنا أدركت السيدة أمل المشكلة فندمت على ما كانت تفعله في أدهم من سوء الظن وأحست بالخجل
الشديد والأستحياء من نفسها على ما بدر منها وقد تأزم موقفها الى الأسوء حينما صادف عيد المعلم ..
حيث أحضر لها التلاميذ هدايا عيد المعلم ملفوفة فب أشرطة جميلة وورق براق عدا أدهم فقد كانت الهدية التي
تقدم بها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم أنتظام في ورق داكن اللون مأخوذ من الأكياس التي توضع فيها
الأغراض من البقالة وقد تألمت السيدة أمل وهي تفتح هدية أدهم وأنفجر التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها
عقدا" مؤلفا" من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار وقارورة عطر ليس فيها ألا الربع فقط ........
لكن سرعان ما كف التلاميذ عن الضحك عندما عبرت السيدة أمل عن أعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ....
ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها ... ولم يذهب أدهم بعد الدراسة الى منزله في ذلك
اليوم بل أنتظر قليلا" من الوقت ليقابل السيدة أمل ويقول لها : (( أن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي !!!! ))
وعندما غادر التلاميذ المدرسة أنفجرت السيدة أمل بالبكاء لمدة ساعة على الأقل لأن أدهم أحضر لها زجاجة
العطر التي كانت والدته تستعملها .. ووجد في معلمته رائحة أمه الراحة
ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة والكتابة والحساب وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة (( معلمة فصل ))
وقد أولت السيدة أمل أهتماما" خاصا" لأدهم .. وحينما بدأت التركيز عليه بدا عقله يستعيد نشاطه وكما شجعته
كانت استجابته أسرع وبنهاية السنة الدراسية أصبح أدهم من أكثر التلاميذ تميزا" في الفصل وأبرزهم ذكاءا" وأصبح أحد التلاميذ المدللين عندها ...
وبعد مضي عام وجدت السيدة أمل مذكرة عند بابها للتلميذ أدهم يقول فيها : (( أنك أفضل معلمة قابلتها في حياتي ))
ومضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه ....
ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية وقد أحرز المرتبة الثانية في فصله وأنها حتى الآن تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته .....
وبعد أنقضاء أربع سنوات على ذلك تلقت خطابا" آخر منه يقول لها فيه :
(( أن الأشياء أصبحت صعبة وأنه مقيم في الكلية لا يبرحها وأنه سوف يتخرج قريبا" من الجامعة بدرجة الشرف الأولى
وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن ))
وبعد أربع سنوات أخرى تلقت خطابا" آخر منه وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس
قرر أن يتقدم قليلا" في الدراسة وأكد لها هذه المرة أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته ولكن هذه المرة كان
أسمه طويلا" بعض الشيء (( الدكتور أدهم )) !!!!!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد لقد جاءها خطاب آخر منها في ذلك الربيع يقول فيه : (( أنه قابل فتاة وأنه سوف
يتزوجها وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه وقد وافقت السيده امل على ذلك
والعجيب في الامر أنها كانت ترتدي نفس العقد الذي اهداه لها في عيد المعلم منذ سنوات طويلة مضت والذي كانت احدى
احجاره كانت ناقصة والاكثرمن ذلك انه تأكد من تعطرها بالعطر نفسه الذي ذكره بأمه !!!!!
وأحتضن كل منهما الآخر وهمس (( الدكتور أدهم )) في أذن السيدة أمل قائلا" لها (( أشكرك على ثقتك في وأشكرك
جزيل الشكر على أن جعلتني أشعر بأنني مهم وأنني يمكن أن أكون بارزا" ومتميزا" .....
فردت عليه السيدة أمل والدموع تملأ عينيها : أنت مخطئ لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة بارزة ومتميزة
لم أكن أعرف كيف أعلم العلم حتى قابلتك .. لقد جعلتني أشعر فعلا" بعظمة التعليم وعظمة الرسالة التي أحملها
فشكر لك على كل ما قدمته لي ..... | |
|
khÂlîÊD Âô عضو اداري
................عدد المساهمات............. : 1337 ................نقاط التمييز................ : 18202 ....................السٌّمعَة.................... : 4 ......................العمر...................... : 34
| موضوع: رد: الطفـــل الــذي كــان منبــــوذاً بيـــوم مـــن الأيـــام الثلاثاء 12 يونيو 2012, 08:22 | |
| شكراااا | |
|