السلام عليكم
أنا وهبي عمر فاروق ، مراهق مغربي لاعب فيديو ،، ألعب
الألعاب من سن الرابعة ، أي أنها أكثر من عشر سنوات تقريبا ، خلال تجولي
في موقع اليوتوب خطرت ببالي الفكرة ، أجل فكرة كتابة الموضوع بعد أن شاهدت
أحد الفيديوهات الذي أثر في صراحة ، و أحيي الرجل الثلاثيني الأمريكي الذي
قام بصنعه ، و بدل الحديث عن الفيديو و تجربة هذا الشاب قررت الحديث عن
نفسي قليلا ، فالنموذج العربي أفضل من الأجنبي بكثير كوننا عربا يقننا دين
الإسلام الحنيف فشكرا لله عز و جل على هذه النعمة .
لن أتحدث عن كيف كانت بدايتي مع الألعاب و غيرها من
الأشياء التافهة ، فقد فتحت عيني على جهاز حاسوب لتتطور الحكاية بعدها ، و
النهاية أني شخص مفلس فقير ' ليس بسبب الألعاب ' ، لم أستمتع بالجزء
الكبير من طفولتي التي قضيتها أمام قنوات التلفاز و صالات الفيديو جيمز ،
لأصير شخصا كسولا ' لست بدينا ' لا أجيد القيام بأي نوع من الحركات
الرياضية القتالية و غيرها ' بارع في كرة السلة و مدافع جيد في كرة القدم
' ، لأقول بصراحة أني لم أستفد من الألعاب أي شيء .
فقد أهدرت كثيرا من مالي بمعدل 10 دراهم أو دولار واحد
من أجل الحصل على لعبة فيديو لجهاز الـPS 2 و الحاسوب ، أضعت من وقتي ما
يعادل ثمان ساعات يوميا كي أنهي مراحل GTA و Bully أو من أجل القضاء على
الوحوش في POP و God Of War ، ماذا كان السبب وراء فعلي لهذا ؟ أجل فقد
كنت هزيل البنية و متوسط القدرات ، لم أكن ذاك الطفل القوي في الحي فقد
كانت الشكايات تأتي للمنزل واحدة تلو الأخرى ، كنت عنيفا و حاد الطباع
بسببي تعلقي بهذه الألعاب و رغبتي في أن أكون مثل أبطالها لدرجة أني حلمت
بلعبة Silent Hill ذات مرة !
كنت ألعب ألعاب كرة القدم كثيرا خاصة Fifa 2005 و PES
04 ، قبل هذا كنت مدمنا على الموجودة على البلاي 1 في صالة ألعاب بالحي ،
كنت أخسر ما معدله دولاران يوميا في ساعات اللعب بهذه الصالات رفقة
الأصدقاء ، ربما كان سبب تعلقي بهذا النوع هو أني لست لاعب كرة قدم جيد بل
كنت الأسوء في الحي بصراحة ، أو لأني كنت أحلم بأن أصير واحدا من نجوم
فريق ريال مدريد و غيرها من رؤى الصبى .
كنت تلميذا فوق المتوسط في دراستي إذ لم تنزل علاماتي
عن 6 على 10 أو 7 من 10 ، لكني و بصراحة لم أتعلم عدة أشياء فأنا فاشل في
اللغة الفرنسية و لست ذاك الرياضي البارع ، و السبب أني الحصة كلها و أنا
أفكر في ماذا سأفعل في المرحلة القادمة من الشر المقيم أو ما هي اللعبة
الجديدة التي سأشتريها لهذا اليوم ، حتى المحادثات بيني و بين أصدقائي في
الحي كانت تقوم على الألعاب و أذكر أننا ذات مرة إتفقنا على أن ننهي
قراصنة الكاريبي جماعة كل في منزله .
خسرت كثيرا من صحتي كقلة النوم أو ضعف بصري ، و السبب
أني لم أعد أفرق بين الليل و النهار ، فما إن يتاح وقت الفراغ حتى أشغله
باللعب لساعات طوال ، لم يفدني Link أو Mario عندما كنت أتعرض للضرب '
التحميلة ' من قبل أستاذة اللغة الفرنسية لأني لم أحفض المحفوضات أو لم
أحرز علامة فوق المتوسطة ، كنت أحاول تقليد حركاتها في المشاجرة داخل
المدرسة لأتعرض للضرب و أعود و عيني زرقاء لوالدتي مختلقا كذبة من الكذب
الوقت الذي كان يمكنني فيه دخول صالة لتعلم التايكواندو أو الفولكونطاك .
وجدت في كثير من الأحيان أني لست المدمن الوحيد ، فقد
كنت ألعب عن طريق الأون لاين في كل من Yu Gi Oh و CS 1.6 مع شباب من كافة
ربوع العالم العربي ، نتشارك في صفاة كثيرة أهمها الغباء ، أجل نحن أغبياء
و كيف لا نكون أغبياء و قد أضعنا ثلاث إلى أربع ساعات من وقتنا و نحن
نتبارز أو نتقاتل لأجل الحصول على نقاط الخبرة ، كأنها ستنفعنا يوم نجتاز
الباكالوريا أو أننا سنقدمها في أطورحة من الأطروحات بالجامعة .
تخيلوا معي مثلا الطالب الجامعي مدمن الألعاب و هو
يحارب الوحوش الليل كاملا في FF أو Dofus ليصل لمستوى 200 و يصير من
الأقوياء في اللعبة ، ليحين وقت الدراسة و قد أضاع كافة جهده و وقت الفراغ
الذي كان سيجهز فيه لفرض من الفروض ، أعرف كثيرا من الفتيان درسوا معي و
كانوا أعضاء من هذا الصرح عاشوا و ما زالوا ضمن هذه الحالة الشاذة ، كافة
حديثهم حول ' أرسلت لي أنجيلا 200 غولد ، سأصير بدرجة فارس ' و غيرها من
الثرثرات التي لا تسمن و لا تغني من جوع ، و واقعهم أنهم مجموعة من غريبي
الأطوار الضعفاء .
سأكون كاذبا إن أنكرت تفتح عدد من الإنسيين على ظاهرة
الإدمان على الألعاب ، كون الوعي متناميا في انتشاره عن طريق الأنترنيت
الذي صار وسيلة من وسائل التعبير الحر ، إلا أن الشركات استعانت بهذا
لصالحها لتقوم بالدعاية و تزييف الحقائق ، خلال لعبي في ألعاب متعددة
لاحظت بعد المظاهر التي تفسر ذلك كسخريتهم من العرب ، أو كترويجهم لفكرة
أننا ملتحون رعاع همنا قتل الأبرياء و الضعفاء ، ستقول بواجبك ' إنها لعبة
و لا تهمني غير المتعة ' ، سيكون ردي قاسيا ' المتعة و تترك شرفك و شرف
قومك يضيع ، المتعة و تجعل القوقازيين و البيض الخرقى يربحون على ظهرك ،
المتعة و تضيع وقت في ما لا يسمن أو يغني من جوع كأن دجاجة مشوية ستخرج من
شاشة التلفاز عندما تنهي المراحل ... '
كنصيحة مني فلو قمت بحساب معدل ما يناهز 4 إلى ساعتين
يوميا في سنة فستجد أن ما تلعبه ثلاثة أشهر ، ثلاثة أشهر من اللعب
المتواصل ! أ يعقل هذا ! تخيل ما كنت لتفعله في تلك الفترة ، ستراجع
دروستك وتحفض ما يمكن حفضه فتصير واحدا من المتفوقين في قسمك ، أو أن تقرأ
مجموعة من الكتب كالقرآن الكريم ، تخيل يا عزيزي اللاعب فكثير من الحفضة و
المجودين تعلموا القرآن في سن مبكرة ، فماذا لو قمت أنت الآخر بتخصيص قسط
وجيز من وقتك ك10 دقائق يوميا لقراءة كتاب الله ماذا كنت لتكون الشيء الذي
سيؤثر على أخلاقك و أفعالك إيجابا ، حتى أنك كنت لتقوم برحلة حول بلادك
لترى جمال طبيعتها ، أو تقوم ببحث أو دراسة بل إن هذا الوقت كاف ليجعلك
تكتب كتابا حول أحد الموضوعات التافهة ، أو تجد عمل في أحد المقاهي أو
الأعمال الصغيرة الذي قد يجعلك تدخر ما قدره 500 دولار و ربما أكثر ، حتى
أن لك القدرة على العودة لتتعرف أكثر فأكثر على جذورك ، إذ الوعي بالماضي
و الحاضر، و حاضر العرب الحالي دور ثانوي في مسرحية ريادة العالم كعبيد
خدام ، فلن يرتاح الأبوان لرؤية فلذة كبدهما و هو يضيع سنين عمره بين
العوالم الإفتراضية فقط لأنه حبيس غرفته ، ....
سيقول لي بعضكم ' أنا لست مدمن ألعاب و ... ' لكن جوابي
سيكون كالتالي ' إن لم تدمن الألعاب فستدمن الأنترنيت و مواقع التواصل
الإجتماعي أو الأفلام أو ' ، فملذات الحياة كثيرة و ما جاءت به العولمة
لهذا الجيل تكفي لتجعلنا نياما لقرون ، ألا تعجبون من رؤية العلماء و قد
عرفوا أساس الكون أو الأدباء و قد كتبوا أحد الكتب المفيدة و .. ألا
تتمنون أن تكونوا مكانهم ؟ أو أن تحاولوا برمجة لعبة حتى ، لتعرف كيف جاء
هذا الفضاء و لما هذا الخطأ في التصميم ، فهذه هي النقطة التي لا نختلف
فيها عن الغرب ، فكلانا جنس مدمن على الألعاب و هم بنسبة أكبر ، لذا
فالأوان لم يفت بعد لنستيقظ من هذه الخدعة ، فقد مر وقت طويل ربحت جراءه
الشركات المال و نحن غافلون .
و لتعلموا كنهاية لموضوعي أني لست بحاقد على المجال ، و
أني أحبه أكثر من أي شيء في حياتي أقصد هواياتي بعد التحرير ، لكن المساوء
و العيوب لم تترك لي المجال لغض الطرف ، فقد إنتهى عصر الصمت و الخوف من
إبداء الرأي ، فنحن في الربيع العربي ، الربيع الذي لم نشهد تفتح أزهاره
بعد ، لم نشهد إنبزاغ الغاية منه بعد ، فأنت يا من تلعب في الفيلا الخاصة
بوالدك في القاهرة أو ،،، لا تنسى أن هناك شابا مناظلا مثلك بل أفضل منك
يجاهد في سبيل الله في فلسطين و يندد بإسقاط النظام في سوريا و ...
فالإيجابيات كثيرة منها التسلية و تعلم اللغات كالإنجليزية و غيرها إلا أن
الشوائب الظاهرة و غير الظاهرة كانت أعظم .