أن يتحدث أعداء الاسلام عن طوافنا حول الكعبه ورمينا للجمرات وأن يتخذوه عن جهل
عمد أو غير عمد ضد الإسلام فهو مفهوم ولكن العجيب أن يتحدث بعض المحسوبين
من المسلمين فهذا والله هو مالا نرضى به ولازما علينا أن نفكر لماذا ونفهم حتى
نستطيع الرد على هؤلاء وأولئك
أولا تعالوا ننظر سويا للكعبه وطواف الناس حولها من عده وجهات
ألم يقل الله عز وجل عن الكون بعد الحديث عن الشمس والقمر وكل فى فلك يسبحون
ومن العلم الحديث علمنا ان الكواكب تدور حول الشمس والشمس تدول المجره والكون
كله بكل أجرامه يدور ويسبح فى فلك متوازن ولكل مداره
فلو أن أحد الكواكب قد حاد عن مداره وغيره أو إنفلتت جاذبيته لمركزه ستكون كارثه
بكل المقاييس فهكذا ينفلت النظام الكونى
ولكن هل يوجد فيما خلق الله عز وجل من يحيد عن مداره أو يترك فطرته التى خلقها
الله له وقدرها عليه غير الانسان
الانسان هو فقط من يترك الاستسلام لله ويحيد عن مداره ويبعد عن فلكه
وكأن الكعبه وطوافنا حولها يمثل عوده الانسان لمداره واعترافه بذنبه واعلان استسلامه
لربه وخالقه فكما أن الكواكب منجذبه للشمس فقلوب العباد تهفو إلى الكعبه
فكلما بعدنا عن مدارنا تجد أن قلبك يهفو إليها لطوافك حولها لتعود إلى مدارك فيها
والذى يمثل استسلامك لإراده الله
وتعالوا نقف مع الحج مع خمس شخصيات هم الذين بدأوا أو هم من بنيت عليهم
أركان الحج ونبدأ بالأصل
آدم عليه السلام أصل البشريه وأول الخليقه ولأنه البدايه فركن الحج الأعظم عنده
عرفه يقال أن عرفه سمى بهذا الإسم لأن آدم عرف ذنبه عليه
وهنا ومن هنا البدايه بدايه الاستسلام والرجوع بعد الذنب وعدم الاستمرار فيه
واعلان العوده للمدار الطبيعى للفطره البشريه
ثم إبراهيم عليه السلام الذى يمثل لنا من جميع مواقف حياته أن مستسلم
مستسلم لإراده الله أسلم إبراهيم أولا وهو سمانا المسلمين
أسلم إبراهيم عندما ترك زوجته وابنه الرضيع بوادى غير ذى زرع
فيسلم ابراهيم قلبه قبل أن يسلم أهله للصحراء
هاجر التى أسلمت أمرها لإراده ربها فقط علمت أن الله يريدها فى هذا المكان
فغيرت إرادتها وبدلت خوفها أمنا وحزنها فرحا إستسلاما لربها
أنظروا كل مواقف الحج إستسلام من عرفه إلى الكعبه وحتى عند السعى
أسلمت هاجر لله وعلمت أن إرادته سبحانه لنا أن نعمل ونتوكل لا أن نتواكل
الله لن يضيعكى يا هاجر إذا فقفى مكانك وسيجىء رزقك إليكى
لالالا .... إن إراده الله أن أعمل أن أسعى وعلى قدر سعيى سيعطينى
إسماعيل عليه السلام ومعه أبيه إبراهيم الإثنين أسلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
فلما أسلما وتله للجبين قمه الاستسلام لإراده رب عليم حكيم
يا ابراهيم إذبح إبنك أمر مباشر لا لبس فيه إذبح
يا ابراهيم ان الله يريدك له وحده ليس فى قلبك احد سواه فاستسلم لاراده ربك
وانت يا اسماعيل ما ردك لقد أنجاك الله وأنت رضيعا والآن إراده الله عليك لا أن تموت
بل أن يذبحك أباك فأسلم وجهك لله واستسلم لإرادته
ولكن إبليس بالمرصاد لا يحب أن يرى هذا الاستسلام لله وهذا التوكل والحب
يريد لاسماعيل أن يحيد عن مداره فى فلك الاراده الالهيه فإذا باسماعيل له بالمرصاد
فيرجمه إسماعيل بحصوات يرجمن إبليس ويثبت إسماعيل نفسه فى فلك يدور فيه
ولسيدنا محمد صلى الله عليه سلم قمه التضحيه وقمه الاستسلام لله وقمه الطواف
فى فلك الاراده الالهيه
هاقد علمنا لماذا نصلى إلى الكعبه فنحن وان كنا لا نطوف حولها ولكن نعلن أننا
منجذبين لها ولسنا الذين نعلن ولكنه الانجذاب الطبيعى لمن يدور فى فلك
الاراده الالهيه فينجذب تلقائيا الى الصلاه وكن من يحيد عن مداره فانفلتت جاذبيته
وتاه فى الكون ولكن يجىء فى وقت لا يستطيع استمرار البعد فيهوى بجسده كله
ويذهب الى الكعبه ليطوف ويعيد نفسه الى مداره فى فلك الاراده الالهيه
يضع نفسه فى المدار ويطوف ويعرف ذنبه على عرفه فيتوب ويرجم من ابعده عن فلكه
فيرمى الجمار ويتوكل على ربه بالسعى
إن الحج رحله تصحيح المدار لمن حاد عنه ورحله تأكيد الاستسلام لمن يدور
هل علمنا الآن لماذا كانت الكعبه هى مركز الكره الأرضيه
فمن هناك تنسجم حياه البشر فى مداراتهم كما أن الشمس مركز المجموعه
الشمسيه فبطواف الكواكب حولها تنسجم مع الكون فى مداره
وبطواف المسلم حول الكعبه تنسجم حياته الفطريه ويظل منجذبا إليها فتنسجم
حياته وتطمئن ولو حاد عنها فتنفرط حبات عقده وتكون حياته لا معنى له لانه
ترك مدارا خلقه الله ليدور فيه
فالكعبه ليست حجرا نطوف حوله ولكنها مركز لفلك الاراده الالهيه نسبح فيه