إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد إن محمدا عبده ورسوله
أما بعد أخـي الكـريم
<h3>
</h3><h3>
</h3><h3>
</h3><h3>
</h3><h3>
</h3><h3>
</h3><h3>
من أعظم الانحرافات المنهجية عن دين
الإسلام الاغترارُ بالعقل والإعلاء من شأنه وإنزاله منزلةً لا يبلُغها بحيث
يكون حَكَمًا على نصوص الوحيين.
ولقد كانت أمة الإسلام حتى وفاة النبي -
صلى الله عليه وسلم – وصدرٍ من عصر خلفائه الراشدين على منهج واحد من
التسليم للقرآن الكريم والسنة النبوية، وعدم التقدُّم بين يدَيهما، ، فلم
يحرِّفوا نصًا ولم يعارضوه، ولم يقبلوا قول أحدٍ - كائنٍ من كان - إذا خالف
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال ابن عباس رضي الله تعالى
عنهما في حق بعض التابعين لما وجد منهم نوع معارضة لِما ثبت عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بما ثبت عن الشيخين رضي الله تعالى عنهما:
"أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ؛ أَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟!" رواه الإمام أحمد.
ولما
طال الأمد نبتت في المسلمين نابتةٌ من أهل الأهواء ممن لم يستضئ بنور
الوحي وتبنّت أقوالاً شاذة في أصول الدين كالكلام في القدر، والكلام في
صفات الله تعالى، والوعد والوعيد، والموقف من صحابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وغير ذلك من المقالات، ونصروها وتعصبوا لها، فتكوّنت الفِرَق،
واحتدم النزاع والخلاف بينها، ولاذت كل فرقة بكتاب الله تعضِد به أقوالها،
ولما عجزوا تأولوا آياته وحرفوها عن ظاهرها!!
ثم كرُّوا على السنة
النبوية، فلما وجدوها على خلاف ما يعتقدون، قالوا ما نقبل منها إلا ما وافق
عقولنا!! وانخدع بتلك الدعوى بعض المغفَّلين من المنتسبين للإسلام إحسانًا
للظن بمن رفع لواءها.
[center]
منزلة السنة النبوية في دين الإسلام